EED10 Years Supporting Democracy

#FirstPersonStories

Apply for support
Back to #FirstPersonStories

لورا ساري

15 November 2019

استخدام الأدب لكسر الحواجز بين المجتمعَين التركي والأرمني

تحاول دار النشر الثنائية اللغة الأرمنية والتركية الوحيدة في العالم تعريف الجمهور التركي على الأدب والتاريخ والثقافة الأرمنية وتزويد الأطفال من المجتمعَين بتجربة أدبية مشتركة.

لورا ساري

بالكاد تتذكّر المحرّرة الأدبية لورا ساري أي قصص قرأتها في طفولتها بلغتها الأم الأرمنية. طبعًا هذا أمر مفاجئ بالنسبة إلى شخص شغوف لهذه الدرجة بالأدب، لكنها سرعان ما تشرح السبب "كان لدينا فقط كتب مدرسية فيها قصص تعليمية قصيرة جدًا من دون أي رسوم أو صور."

ليس الوضع اليوم أفضل بكثير، إذ تقول ساري "يوجد ثغرة حقيقية في ما يتعلّق بكتب الأطفال باللغة الأرمنية". لدى دار النشر الأرمنية أراس المتمركزة في إسطنبول حيث تعمل ساري فكرة تأمل أن تعالج هذا الأمر وأن تخلق أيضاً تجربة طفولية مشتركة للأطفال من المجتمعَين التركي والأرمني.

هيبو – كتب مختلفة للأطفال

أطلقت دار نشر أراس مؤخرًا "هيبو" وهو إصدار كتب للأطفال يضم كتب أطفال عالية الجودة ومصوّرة بالطبعتَين التركية والأرمنية. كما أنّ كتب هيبو مصمّمة لتحارب الصور النمطية ولتتناول قضايا اجتماعية مثل الجندر وحقوق الأقليات.

على سبيل المثال، يجسّد كتاب هيبو الأول تحت عنوان "جيل والتنين"، والمترجَم من الإنكليزية، بطلةً لديها أفكار حديثة، ليس فقط حول دورها إنما أيضاً حول سرد القصص التقليدي للأطفال.

إنّ إطلاق هيبو ليس إلا جزءًا من استراتيجية أوسع ترمي إلى تحويل أراس. على الرغم من تاريخها الممتد على 25 سنة ومن أنها دار النشر التركية الأرمنية الوحيدة في العالم، لم تكن أراس مربحة قط. بينما تهدف أراس إلى تقديم الثقافة والتاريخ والأدب الأرمني لجمهور أوسع وإلى كسر الحواجز الثقافية من حلال ترجماتها التركية، تعترف ساري أنّ جمهور كتبهم في تركيا محدود.

كتب طهي وملاحظات سفر

من أنجح كتب أراس كتاب يحمل عنوان " Sofranız Şen Olsun"الذي يروي تاريخ عائلة تراقية انتقلت إلى اسطنبول من خلال وصفات طهي عائلية. هذا وقد استوحت منه الكاتبة الأرمنية سيلفا أوزييرل كتاب طهي صدر حديثاً يروي تاريخ عائلتها في ديار بكر في شرق تركيا. منذ الإبادة، اختفى تقريبًا الناجون الأرمن من ديار بكر.  

من المحاولات الأخرى لكسر الصور النمطية ترجمة ملاحظات سفر ثلاثة مؤلفين روس معروفين هم فاسيلي غروسمان وأندريه بيتوف وأوسيب مانديستام الذين سافروا إلى أرمنيا في الحقبة السوفياتية. تكمن الفكرة في أنّ رؤية الثقافة الأرمنية بعيون شخص غريب قد يشجّع الشعب التركي على رؤية الأرمن بطريقة مختلفة أيضًا.

تشمل إصدارات أراس، بالإضافة إلى الثقافة، كتبًا سياسية بما فيها كتب عن الإبادة الأرمنية، وهو أمر تعتبره ساري مهمًا لكسر المحرّمات وتعزيز حرية التعبير، إذ تقول "حتى نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان من الصعب التحدّث عن الإبادة علانيةً لكن بعد مقتل الصحافي والمفكّر الأرمني المعروف هرانت دينك، بدأنا بالتحدث بصراحة أكبر عن الماضي." هذا وقد أصدرت أراس روايات مصوّرة عن الإبادة مترجَمة من الفرنسية كطريقة لمخاطبة جماهير مختلفة حول هذا الموضوع.

 

مناخ ينطوي على تحديات كثيرة

مع ذلك، ما زالت هذه المواضيع جدلية لدى شريحة كبيرة من المجتمع التركي، خاصة في المناخ السياسي الحالي. فقد أمضى عثمان كافالا، وهو أحد المساهمين في أراس، السنتَين الماضيتَين في السجن بسبب تهم ذات خلفية سياسية على حد قول ساري، الأمر الذي زاد من الضغوط على أوضاع أراس المالية. وتعتبر ساري أنّ المناخ السياسي الحالي، مع تصاعد القومية، هو التحدي الأكبر الذي تواجهه أراس في وصولها إلى جمهور أوسع.

تأمل ساري أنّ إصدار هيبو سيتمكّن من تحويل حظوظ أراس، لا سيما إذا تمكّنت هذه الأخبرة من دخول سوق الكتب المدرسية المربح. وقد قدّمت المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية منحة لأراس لدعم التكاليف الأساسية بينما يطوّر الناشر إصدار هيبو.

"إننا نخطّط لنشر سبعة كتب بحلول شهر تشرين الثاني/ نوفمبر وللمشاركة في معرض الكتاب في اسطنبول. وسبق وشاركنا في معرض الكتاب في ديار بكر وكانت مشاركة ناجحة جدًا." ساري واثقة أنّ مجموعة الكتب المصوّرة بشكل جذاب وتضم قصصًا مبتكرة ومعاصرة تقدّم أمرًا غير موجود أيضًا حاليًا في كتب الأطفال باللغة التركية.إذا ما حقّق الإصدار نسبة مبيعات مرتفعة، تخطّط أراس لنشر كتاب جديد كل شهر.

من ناحية أخرى، لدى فريق أراس خطط كبيرة لمكتبهم الجديد الذي انتقلوا إليه من مكتبهم الحالي الواقع في القبو من المبنى نفسه بفضل نشاط محلي لجمع التبرّعات. ويخطّط الفريق لاستضافة فعاليات مختلفة في المكان الواسع المضاء والمطل على البوسفور، مثل حفلات إطلاق الكتب والنقاشات، ما يساعد على تحويل دار النشر إلى شبكة ثقافية.

تعرض ساري متباهيةً كتاب الأطفال الثاني الذي صار جاهزًا ويحمل عنوان "السعادة هي ثعلب" وهي قصة من ليتوانيا عن الصداقة والأحلام والسعادة. مع دخول أراس هذه المغامرة الجديدة والطموحة، لعلّ السعادة ستكون بالنسبة لأراس حيوان الهيبو ("هيبو" هي الكلمة  الإنكليزية لفرس النهر).

بقلم سارة كروزيير

إخلاء مسؤولية: يعكس هذا المقال آراء الجهة الحائزة على المنحة المذكورة ولا يمثّل بالضرورة الرأي الرسمي للمؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية.