EED10 Years Supporting Democracy

#FirstPersonStories

Apply for support
Back to #FirstPersonStories

غريسا هاسا

9 March 2023

تغيير المواقف القائمة على الذكوريّة في ألبانيا

عُرفت غريسا هاسا كاحدى أبرز الأصوات النسويّة في ألبانيا خلال السنوات العشر الماضية.

غريسا هاسا

قالت الناشطة المدافعة عن حقوق المرأة غريسا هاسا، "لقد أدركتُ استحالة العيش في خوف. من الضروري رفع الصوت، فلا حياة من دون حرّية،" وعادت بها الذاكرة إلى اليوم الذي قُتل فيه أربعة متظاهرين خلال احتجاجات خارج مكتب رئيس الوزراء في العاصمة الألبانية تيرانا.

كانت هاسا لا تزال طالبة علوم سياسية في العاصمة في حينها، وسرعان ما انخرطت في حركة "بير يونيفارسيتانن" الطلابيّة ومعناها "من الأجل الجامعة" بالعربيّة. عُرفت هاسا كإحدى أبرز قادة الاحتجاجات الطلابيّة رفضاً لإصلاح نظام التعليم العالي خلال العام الأكاديمي 2018-2019. دفعت هذه الاحتجاجات، والتي تُعتبر الأوسع نطاقاً منذ التحوّل نحو الديموقراطية قبل 30 عاماً في ألبانيا، بالحكومة إلى إقالة وزير التعليم ونصف أعضاء الحكومة، وإلى إلغاء الزيادة على الرسوم الدراسية في الجامعات الحكومية لسنة واحدة على الأقل، وإلى اتخاذ إجراءات فوريّة لإعادة بناء المباني الجامعيّة.

تستمرّ حاسا في رفع الصوت ضد تهميش المرأة في مواجهة الذكوريّة في المجال العام في ألبانيا منذ عقد تقريباً، وباتت وجهاً مألوفاً في الاحتجاجات والبرامج الحوارية التلفزيونية.

تابعت هاسا حديثها قائلة إنه "لم يكن هناك حركات النسويّة في ألبانيا سابقاً. لم نشهد أي ثورة جنسيّة، ويرجع ذلك بالأساس إلى ماضينا الديكتاتوري. مع ذلك، وبغض النظر عن مدى صعوبة العمل في ظلّ البيئة الحالية، ليس التنظيم مستحيلاً. لا يمكن تجاهل قضايا النوع الاجتماعي عند الحديث عن حقوق الإنسان أو الديمقراطية أو حرية التعبير. فجميع (هذه المفاهيم) مرتبطة ببعضها. ما من مستقبل لألبانيا من دون إشراك فعلي للمرأة ومجتمع الميم الموسّع والغجر والمصريين من الأقليات. نحن هنا ونطالب بالعدالة والاحترام."

GresaHasa2بناء مجالات نسويّة في ألبانيا

لقد حرصت هاسا بفضل تمويل المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية على أن تجتمع الحركة النسوية التي تنتمي إليها بالمجتمعات المهمّشة في مكان آمن. ينظّم ملتقى "شتيبيا بوبكيلي" النسوي، ومعناه البيت العام، الفعاليات من اجتماعات النشطاء إلى الأمسيات الأدبية وعروض الأفلام والحوارات حول النوع الاجتماعي وحقوق الأقليات. يتم عرض الموضوعات فيه وتفكيكها بعدسة نسوية.

أصبح هذا الحيّز أيضاً مركزاً تعليمياً يسمح للطلاب والنشطاء بالوصول إلى النصوص والأفلام النسويّة وغيرها. قالت إنه "لا يتلقّى الطلاب تعليماً مدرسياً حول القضايا الاجتماعية وحقوق الإنسان، لذلك نعمل على تثقيفهم حول هذه الموضوعات من خلال المشاركة التفاعلية."

أسست هاسا بالتعاون مع الناشطة ليري كوتشي مجلة "شوتا" النسوية وهي الأولى من نوعها في ألبانيا وتصدر مرّتين في السنة وتضم مقالات نظرية ومقالات الرأي وترجمات ومقابلات وأعمال أدبية وإبداعية. كما تحتوي على قسم خاص باللغة الإنجليزية على اعتبارة الوسيلة الأهم في بناء جسور التواصل مع الناشطات النسويات في الخارج، وخاصة في المنطقة.

"تُلقي الهوية القومية، وهي أيديولوجية ذكورية، بثقلها على منطقنا. لقد تعلّمنا ذلك من خلال خبرتنا. أرى إن العنف ضد المرأة أيّاً يكن نوعه قضية ملحة أينما وُجد،" بحسب تعبيرها.

تُعدّ المجلة أيضاً أداة تعليمية للطلاب. قالت "إنها المرة الأولى التي يتعرّف فيها كثيرون على المنظور النسوي،" وأشارت  إلى أن العدد التالي من المجلة سيقدّم  الحرب من منظور نسوي، مع التركيز على منطقة البلقان في تسعينيات القرن الماضي والحرب في أوكرانيا اليوم.

GresaHasa3

 

نحو مجتمع أكثر مساواة للأجيال الجديدة

تحدّثت هاسا عن رؤيتها لألبانيا، قائلة إنها تتمثل في أن تعيش الفتيات والنساء ومجتمع الميم الموسّع والغجر والمصريون من الأقليات بلا خوف وأن يشاركوا في عملية صنع القرار.

في عام 2020، نظمت هاسا بالتعاون مع مجموعة من الناشطات النسويات احتجاجات حاشدة في تسع مدن ألبانية بعد اغتصاب جماعي تعرّضت له فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً. "لقد ذهبنا إلى مسقط رأس هذه الفتاة للمطالبة بالعدالة وتعبيراًعن تضامننا معها ومع أسرتها من خلال رفع الصوت. قررنا الحضور شخصياً إلى هذه المدينة (ذات الثقافة) الأبوية، حيث يهيمن الرجل على المجال العام. جمعنا نشطاء ومناصرين آخرين من مدن مختلفة، وركبنا الحافلات، حارصين على إعلاء صوتنا في ألبانيا بأكملها."

GresaHasa4أشارت هاسا إلى الصعوبة التي تواجهها المرأة الألبانية في الدفاع عن مكانها في المجتمع، والتداعيات المترتبة عن ذلك. فقد تلقت كماًّ من الكراهية وتهديدات بالاغتصاب عبر الإنترنت، كما استُدعيت إلى مكتب المدعي العام بسبب منشوراتها السياسية على"الفيسبوك." تم فصلُها من عملها ذات مرة بسبب ناشطيّتها، وأُبلغت خلال مقابلات البحث عن عمل أن وجودها من شأنه أن يسبب "إزعاجاً" في أماكن العمل.

أشارت هاسا إلى أنها تشعر "بالإحباط أحياناً وبعدم القدرة على الاستمرار على هذا النحو." "كان عليّ إتقان فن اللامبالاة بكافة التهديدات، لكن ذلك لا يعني أنني لم أتقبّل الوضع."

ردّاً على سؤال حول رؤيتها للمستقبل، قالت إنها تحلم بمستقبل تشعر فيه كل فتاة صغيرة في ألبانيا أن المجال العام ملك لها بقدر ما هو ملك للرجل.

وختمت قائلة، "قد لا نُطلق شرارة الثورة، إلاّ أننا نبذل قصارى جهدنا لبناء مجتمع أفضل وأكثر مساواة وديمقراطية، ولكي نترك إرثاً للجيل المقبل. يستغرق ذلك وقتاً طويلاً، إلاّ أن عدد المشاركات في الاحتجاجات التي ننظمها، ومنها طالبات المدرسة الثانوية، على ارتفاع مستمر. هنّ متمردات وصريحات ولا يعرفن الخوف. الحقيقة أنّ الجيل الجديد يمنحني الأمل بمستقبلٍ أفضل."

 إن الآراء المُعبّر عنها في هذا المقال تعكس آراء المستفيد من المنحة المذكورة ولا تمثّل بالضرورة الرأي الرسمي للمؤسسة الأوروبية من أجل ديمقراطية أو المفوضية الأوروبية أو أي دولة أوروبية أخرى أو أي مساهم آخر في المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية.