EED10 Years Supporting Democracy

News

Back to news

شركاء المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية يعلّقون على مقتل الصحفية الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأمريكية شيرين أبو عاقلة ويتحدّثون عن دور الإعلام المستقل في زمن النزاع

25 May 2022

عبّر شركاء المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية عن رأيهم بقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في 11 أيار \ مايو في مخيم جنين للاجئين في فلسطين، كما تحدّثوا عن الدور الذي يلعبه الصحفيّون المستقلون في مناطق النزاع

شركاء المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية يعلّقون على مقتل الصحفية الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأمريكية شيرين أبو عاقلة ويتحدّثون عن دور الإعلام المستقل في زمن النزاع

مصدر الصورة: متراس

قُتلت الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي تحمل الجنسية الأمريكيّة والتي عملت مراسلة لقناة الجزيرة القطرية لمدة عشرين عاماً في 11 أيار \ مايو برصاصة في رأسها، أثناء تغطيتها اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية، وكانت ترتدي سترة واقية من الرصاص وخوذة عند مقتلها. على الرغم من الأصوات التي ندّدت تنديداً شديد اللهجة بدور الجيش الإسرائيلي والسياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية في مقتلها، إلا أن الجيش الإسرائيلي أعلن في نهاية هذا الأسبوع عدم فتح تحقيق جنائي في الحادثة.

كانت أبو عاقلة من الوجوه والأسماء المألوفة في العالم العربي. أدان مجلس الأمن بالإجماع مقتلها ودعا إلى "تحقيق فوري وشامل وشفاف وحيادي." كما أدانت الأسرة الدولية أعمال العنف التي قامت بها الشرطة الإسرائيلية خلال جنازتها في القدس.

بعد مرور ساعات على مقتل أبو عاقلة، تحدّثت وسائل إعلامية بارزة وعديدة عن "وفاتها" الذي وصفته وسائل إعلام محلية مستقلة بالقتل المتعمّد.

أجرت المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية مؤخراً حديثاً مع شركائها من الإعلاميين في منطقة الشرق الأوسط للاستماع إلى آرائهم بالتغطية الإعلامية لمقتل أبو عاقلة وبدور الإعلام المستقل وسلامة الصحفيين في مناطق النزاع.

دور الإعلام المستقل

قالت كل من سلوى حسين وهنادي قواسمي من منصة "متراس" الإعلامية إنهما تقيّمان هذه الجريمة في سياقها الأوسع، باعتبار "متراس" منصّة إعلامية مستقلة تعمل داخل فلسطين. قالت سلوى حسين، "لقد غطّت الوسائل الإعلامية الدولية هذا الحدث على أنه حادث منفرد. شيرين صحافية فلسطينية توفيت أثناء تغطيتها مجريات الأحداث. إننا ننظر إلى موتها كجزء من اضطهاد أكبر يعاني منه الشعب الفلسطيني ... يُظهر وصف هذا السياق الأوسع الجريمة على حقيقتها: إي على أنه تهديد لوجود فلسطين ككل."

وافقت كل من سارة أجلاكين وصادق عبد الرحمن من صحيفة "الجمهورية" السورية مع الرأي أعلاه. "لقد لاحظنا كيف تنمّق المؤسسات الإعلامية الدولية لغتها عند تغطيتها الأحداث في فلسطين. فتلجأ إلى مفردات لغوية كامنة، كـ "قُتلت" أو "توفّيت." وكأن الاغتيال المتعمد لم يرتكبه أحد. لطالما قامت إسرائيل باعتماد سردية تصوّر الآخر الفلسطيني على أنه إرهابي وتنظر إلى أي صحفي يختار العمل هناك على أنه شخص دخل ساحة حرب، مما يعني ضمناً تحميل الصحافيين أنفسهم مسؤولية موتهم،" بحسب أجلاكين.

كما أشارا إلى الدور الأساسي الذي يضطلع به الإعلام المستقل في دحض الخطاب الذي يصف هذا النوع من العنف داخل فلسطين على أنه أمر طبيعي وينعت الجرائم التي تُرتكب بحق الصحفيين بـالأضرار الجانبيّة أو الحوادث العرضيّة.

أما ميرنا الأطرش وعلاء الدين العبد من إذاعة "بلدنا" الفلسطينية فاعتبرا إن استهداف الصحفية في قناة الجزيرة يبعث برسالة مقززة إلى وسائل الإعلام المستقلة الصغيرة في المنطقة. قالت الأطرش، "إننا خائفون من نقل الأنباء. من الواضح أننا مستهدفون ... يعاني الصحفيون الفلسطينيون أصلاً من اكتئاب مزمن واضطراب ما بعد الصدمة والأرق ومشاكل متعلقة بصحتهم النفسيّة قبل مقتل شيرين. إن الإفلات من العقاب عبء ثقيل على كاهل الصحفيين."

الصحفيون العاملون في أماكن النزاع

قال سلام عمر من موقع "كركوك ناو" الإخباري المستقل، الذي يركز عمله في المناطق المتنازع عليها في العراق، إنه ينظر إلى مقتل أبو عاقلة في إطار إقليمي أوسع. وشرح قائلاً، "توفي 22 صحفياً في العراق منذ عام 2003، ولم تتم محاسبة الجناة. تنظر أطراف النزاع إلى الإعلام على أنه عدو لها في زمن الحرب. فهي تحتاج إلى الدعاية، وليس إلى صحافة موضوعية وموثوقة... إنها تسعى إلى نشر معلومات مضللة وتحتاج إلى التحكم بوسائل الإعلام لتحويلها إلى منصة تعمل في خدمتها. إننا نعاني من كل هذا، ومن المؤسف أن تكون شيرين ضحية أخرى."

حذر فادي الحسني من منصة "آخر قصّة" الإعلامية في غزة من جهته من أن قتل أبو عاقلة يشكل سابقة خطيرة بالنسبة للصحفيين الذين يغطون مجريات الأحداث المرتبطة بالصراع الفلسطيني. "قال المتحدث العسكري إنه لا يمكن إبلاغ الصحفيين بالعمليات العسكرية المقبلة، مما يعني أن الصحفيين في خطر دائم."

تعليقاً على التهديدات التي يواجهها الصحفيون الميدانيون في أماكن النزاع، قالت سلوى حسين، "يخشى بعض الصحفيين العودة إلى مناطق النزاع. أما آخرون فباتوا أكثر حرصاً من أي وقت مضى على كشف الحقيقة، إذ أتى التهديد بنتائج عكسيّة في ظل الأعمال الوحشية والتجاهل الدولي لها. تكمن المشكلة الأساسية في عدم قدرتنا كمجتمع على حماية الصحفيين العاملين معنا."

دور الإعلام في الحيّز العام

أما الصحفيّة الأوكرانية ناتاليا جومينيوك فتحدّثت في اليوم العالمي للاختلاف في بروكسل مؤخراً عن الدور الذي يضطلع به الصحفيون في الحيز العام في زمن الحرب.

عبّر سلام عمر عن الشعور نفسه، قائلاً إن حرية التعبير ركن أساسي من أركان الديمقراطية والسلام، كما حذّر من الاستهانة بجرائم قتل الصحفيين وشدد على ضرورة النظر إليها على أنها مشكلة منهجية.

قال إنه "إذا فشلنا في تحقيق ذلك، سننسى أمر شيرين بسرعة، ونتذكّرها عندما تسقط الضحية التالية. سيتسبب ذلك بخلق بيئة مشابهة للمكسيك حيث يعيش الصحفيون بخطر دائم يهدد حياتهم. في الشرق الأوسط، هناك خلل على المستوى السياسي في فهم دور الصحافة في إطلاع المواطنين على مجريات الأحداث المتعلقة بالقضايا الحساسة ونقلها لهم."

إن الآراء المُعبّر عنها في هذا المقال تعكس آراء المستفيد من المنحة المذكورة ولا تمثّل بالضرورة الرأي الرسمي للمؤسسة الأوروبية من أجل ديمقراطية أو المفوضية الأوروبية أو أي دولة أوروبية أخرى أو أي مساهم آخر في المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية.

Stay in touch

Sign up for all the latest news, stories and events straight to your inbox.