راديو فيلنه: تقل الوقائع من الأرض في شرق أوكرانيا

Цей матеріал також доступний українською

أناستازيا شبيكو هي إحدى مؤسسي "راديو فيلنه" (أو الراديو الحر) وهي محطة إذاعية صغيرة مستقلة تعمل في باخموت، شرقي أوكرانيا، على بعد 25 كلم من خط الجبهة.

أسّست شبيكو إذاعة راديو فيلنه الناطقة باللغتَين الأوكرانية والروسية بالشراكة مع رجلَي الأعمال المحنّكَين اللذين يعرفان المنطقة جيدًا، دميتري كوزيارسكي وإيليا ليسنكو، مع العلم أنهما أسّسا أيضًا جمعية ASAP Rescue الخيرية. وتم تأسيس راديو فيلنه باعتبارها محطة تركّز على الأخبار الإقليمية في المناطق المحتلة مؤقتًا والمجتمعات الواقعة على خط الجبهة.

وهي الوسيلة الإعلامية المستقلة الوحيدة من هذا النوع في المنطقة، وهي تبث على التضمين الترددي (FM)، وعبر الإنترنت، وتدير وسيلة إعلامية شعبية على الإنترنت.

على مدى السنوات الثمانية الماضية، كان الوضع الأمني شرق أوروبا صعبًا، وقد أصبحت راديو فيلنه مصدرًا مهمًا للأخبار المستقلة لإقليم دونباس، حيث أنّ وسائل إعلام وطنية ودولية رئيسة تستعين في غالب الأحيان بالمحطة من أجل تغذية أخبارها الخاصة بالمنطقة، فتكلّف صحافيي المحطة الذي يملكون شبكة واسعة من المعارف في هذه المنطقة الصعبة بتغطية القصص.

بث الأخبار المستقلة لسكان إقليم دونباس

مع تزايد الاهتمام الدولي بأوكرانيا نظرًا لاحتشاد الجنود الروس على حدودها، يُعتبَر الدور الذي تؤديه راديو فيلنه كمصدر موثوق للأخبار من شرق أوكرانيا دورًا محوريًا بالنسبة للمستمعين المحليين والدوليين.

وتقول شبيكو "نحن نقدّم المعلومات التي تهم السكان المحليين. يوجد فيض من الأخبار في الوقت الحالي من كافة الأطراف والناس تائهون ولا يعرفون ماذا يصدّقون وكيف يتفاعلون. لذا نحن نقوم بمراجعة الأخبار من كافة الأطراف، من أخبار رسمية أوكرانية وروسية، وقنوات تلغرام وفايبر، ومحطات الإعلام المحلية، والمعلومات التي تصلنا بشكل مباشر من معارفنا في المناطق وكذلك من مستمعينا. ثم نحلّل هذه الأخبار ونتحقّق منها، ونقدّم ملخّصات إخبارية لمستمعينا في ما نبثه عبر الراديو وعلى الإنترنت."

لدى محطة راديو فيلنه شعبية كبيرة خاصة في المناطق الريفية شرق أوكرانيا، غالبًا في القرى حيث الاتصال بالإنترنت ضعيف وحيث السكان من الفئة العمرية الأكبر سنًا وهم معتادون على الحصول على أخبارهم من الراديو. وتجدر الإشارة إلى أنّ غالبية الشباب قد غادرت هذه المنطقة التي مزّقتها الحرب. وتدرك شبيكو أن تردّد المحطة على التضمين الترددي ممكن أن يتعرّض للتعطيل من السلطات الروسية، كما حصل في الماضي. "نحن نعجز عن منع هذا الأمر من الحصول. كل ما بوسعنا فعله هو مواصلة البث ومحاولة التخطيط لطرق بث بديلة إن دعت الحاجة."

دعم السكان المحليين وطمأنتهم

تقر شبيكو أنّ الناس خائفين. "فهم لا يعلمون ماذا يفعلون أو يفكّرون. من جهة، السلطات تقول إنّ الأمور كلها على ما يرام، لكننا نرى أنّ الوضع ليس كذلك. فالأمور سيئة للغاية هنا. الناس يعيشون في ظل ضغط نفسي وجسدي مستمر.

وتواصل شبيكو "جزءٌ مما نقوم به هو محاولة تهدئة الناس. نحن نعلم أنّنا بحاجة إلى التخطيط على المستوي المحلي وإلى مساعدة بعضنا البعض"، لافتة إلى أنّ راديو فيلنه تواصل برامجها الاجتماعية، التي لطالما كانت جزءًا هامًا ممّا تقدّمه، فضلاً عن برامج مع علماء نفس لمساندة السكان المحليين.

وتعترف شبيكو أنّ فريق محطة راديو فيلنه، ككثيرين، ليسوا متأكّدين من الخطوات المقبلة. "في الوقت الراهن، نحن نلازم مكاننا. ونركّز على جوانب مثل الأمن السيبراني والتأكّد من سلامة الجميع. إذا حصل واندلعت الحرب، سنبث على مدار الساعة بشكل يومي كما فعلنا خلال فترات الأزمات السابقة."

ما زالت شبيكو تؤمن مع فريقها أنّ الوضع الأمني سيتحسّن. "ما زلنا نأمل عدم حصول حرب كاملة".

يمكنكم قراءة قصتنا بضمير المتكلّم من عام 2020 عن راديو فيلنه