EED10 Years Supporting Democracy

قصص بضميرالمتكلّم#

الدعم
مجموعة مختارة من القصص بضمير المتكلّم © المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية
العودة إلى قصص بضمير المتكلّم

مبادرة "مريدي"

21 شباط/فبراير 2023

نادي روّاد الأعمال يتحوّل إلى مركز ممّيز للمساعدات الإنسانية

باتت مبادرة "مريدي" الموجّهة نحو الأعمال معنيّة اليوم بإيصال المساعدات الضرورية في جنوب أوكرانيا.

مبادرة

"لم نفكّر يوماً بمغادرة مدينة ميكولايف." هكذا استهلّ ريادي الأعمال والمؤسس المشارك لمبادرة "مريدي"، يفين كليموف، حديثه مع المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية. وأضاف، "كنا ندرك تماماً أننا نريد المساعدة ومقاومة الغزو."

ينحدر كليموف من مدينة ميكولايف الواقعة في جنوب أوكرانيا، على بعد نصف ساعة من القوات الروسية الغازية، ويبلغ عدد قاطني هذه العاصمة الإقليمية القريبة من البحر الأسود حوالي نصف مليون نسمة.

تصنّف المبادرة نفسها على أنها منظمة مجتمع مدني موجّهة نحو الأعمال وتَعني "الحلم والعمل." كما تجمع بين رواد الأعمال المعنيين بتطوير المشاريع الاجتماعية والبنى التحتية في المدينة.

نجحت مبادرة "مريدي" منذ نشأتها  في جمع حوالي مليون يورو من التبرعات لأهداف إنسانية في فترة تفوق الأربع سنوات، ونظّمت فعاليات مختلفة، بالإضافة إلى الحملات التي تتمحور حول تحسين الحياة في مدينة ميكولايف وتجميل صورتها. فجمعت الأموال من خلال منصة التمويل الجماعي التابعة لها لدعم 35 مشروعاً اجتماعياً في المنطقة.

قال كليموف، "لقد كان من المفترض أن نحتفل بذكرى تأسيس المنظمة في 25 شباط\ فبراير، أي بعد يوم واحد من شنّ روسيا حربها الكبيرة،" وتابع قائلاً، "كان من المفترض أن يلقي كل من المحافظ وعمدة المدينة كلمة بهذه المناسبة وأن نتحدّث عن أهدافنا ومشاريعنا الجديدة. إلاّ أن الحرب تسببت بإلغاء المناسبة الاحتفالية."

Mriy Diy 3

جَمَعهم حبهم للمدينة

أراد كليموف إنشاء مساحة يلتقي فيها روّاد الأعمال، ويتعاونون مع بعضهن البعض في بناء ما يحقق الفوائد للمجتمع بنطاقه الواسع. فتحدّث عن هذه الفكرة مع صديق له قدّمه بعدها إلى ريادي أعمال محلي واسمه ماكسيم بريفدا. قرّر الرجلان، إلى جانب كوستينتين سكوريني الذي يملك شركة، العمل معاً على إطلاق  مبادرة "مريدي."

نجح رواد الأعمال الثلاثة في جذب أكثر من 170 عضواً ­ — من شركات تدفع رسوماً — إلى المنظمة، حيث يجتمع ممثلو هذه الشركات بهدف التواصل والتشبيك. تمكّن فريق العمل من تنظيم فعاليات حول التطوير المهني والتخطيط المدني بفضل الأموال التي تم جمعها. أما هدفهم فكان يكمن في جعل مدينة ميكولايف أكثر جاذباً للاستثمار والابتكار. وضعت المنظمة كتاب العلامة التجارية وشعارها، والذي باتت تستخدمه السلطات اليوم.

تابع كليموف حديثه قائلاً إنه "لم تتمحور البداية حول التطوع، وإنما حول تعزيز الأعمال في مدينة أفضل." "لذلك نظّمنا مؤتمرات لرواد الأعمال، بالإضافة إلى المساحات الفنية في المدينة. كما عملنا على تركيب أجهزة مراقبة جودة الهواء في شوارع مختلفة. خلال فترة تفشّي جائحة كوفيد-19، قمنا بتوفير الدعم للمستشفيات المحلية وشراء أجهزة التنفس الإصطناعي."  

لقد تسببت الحرب الروسية على أوكرانيا بتغيير أنشطة المنظمة. فبعد الغزو الروسي الشامل، تحوّل الفريق إلى مركز رئيسي لتوزيع المساعدات الإنسانية وساعد في بناء أكثر من 70 ملجأً في ميكولايف.

Mryi Diy 2

مقاومة الذعر بالعمل التطوعي

أشار كليموف إلى أنهم قد أدركوا "أن الوقت غير مناسب لمشاريع البنى التحتية، ويتعيّن علينا مساعدة المجتمع  بطريقة ما."

وتعليقاً على طريقة عملهم، شرح قائلاً، "بات عملنا منظماً ومنهجياً اليوم، بعد أن كان فوضوياً في البداية، ولو طرحتم عليّ حينها السؤال حول مصدر المساعدات الإنسانية التي كانت تصلنا، لما عرفتُ ماذا أجيب. كانت تصلنا المساعدات من كل حدب وصوب. لقد قدّمت لنا مجموعة كبيرة من رواد الأعمال المحليين أغراضاً كانوا قد اشتروها أو حصلوا عليها من مكان آخر. كنا نجمع المساعدات في مخازننا، ونفرزها، ثم نسلّمها إلى المستضعفين. لقد تمكّنا من تنظيم عملنا بعد معاناة دامت عاماً تقريباً، أما اليوم فتسير الأمور بسلاسة."

قدّمت السلطات المحليّة لمبادرة "مريدي" أربع مساحات تخزين بالقرب من مكاتبها لحفظ المساعدات الإنسانية، ويعود الفضل بذلك إلى الأنشطة السابقة التي كانت المبادرة قد أطلقتها وإلى سمعتها الطيبة في ميكولايف.

تابع كليموف حديثه قائلاً، "لدينا نظام فعّال يسمح لنا بتتبع كل ما نحصل عليه ونوزّعه، وهناك تعاون بيننا وبين مختلف الصناديق والسلطات الإقليمية. لدينا 60 متطوعاً و10 مستخدمين بأجر يعملون على فرز (المساعدات) وادارتها وتوصيلها."

Mriy Diy 4

التحقق مما يحتاج إليه المجتمع

عندما شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا، كان الوضع في مدينة ميكولايف صعباً للغاية. فكانت المدينة ترزح تحت نيل القصف المستمر على يد القوات الروسيّة، نظراً لموقعها المحاذي للأراضي التي احتلّتها روسيا.

"في منتصف العام، كانت تتعرض ميكولايف لهجوم شبه ليلي." "أمضى كثيرون ليلهم في الملاجئ، ولذلك قرّرنا العمل على تعزيز الراحة في هذه الأماكن. لقد أمّنا أسرّة ومراتب وألعاب ومقاعد للأطفال، بالإضافة إلى ثلاجات وأفران ميكروويف وأغراض مفيدة أخرى."  

تواصل "مبادرة" مريدي" تقديم المساعدات الضرورية للأفراد داخل ميكولايف وخارجها. تُعتبر المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية الجهة المانحة الرئيسية لهذه المساعدات حالياً.

قال كليموف في هذا الإطار، "إن ميكولايف نفسها لا تحتاج إلى المساعدة بالقدر الذي كانت عليه سابقاً، نظراً لكثرة المنظمات التي توفّر المساعدة فيها. وبناءً عليه، قررنا تقديم المساعدة حيث تكبر الحاجة، أي في القرى التابعة لإقليم خيرسون المجاور والتي تم تحريرها مؤخراً، على سبيل المثال. لا تحتوي بعض القرى سوى على 30 مبنى اليوم، في حين كانت تضم 900 مبنى سابقاً مثلاً، كما يعيش فيها الناس في ظروف صعبة للغاية. إننا على تواصل مع السلطات المحلية للاستعلام عن احتياجاتهم. يقوم رجالنا الآن بتسليم 20 طناً من البضائع إلى إحدى قرى الإقليم في الوقت الذي نُجري فيه حديثنا."

توزّع مبادرة "مريدي" مياه الشرب للسكان، بمعدل حوالي ألف زجاجة سعة خمسة لترات يومياً. لقد تسبب القصف بأضرار جسيمة في البنية التحتية الخاصة بالمياه في المدينة، ولا يحصل السكان المحليون سوى على مياه شديدة الملوحة وغير صالحة للشرب.

مع استمرار معاناة الأوكرانيين من انقطاع التيار الكهربائي، بدأت الحكومة والمجتمع المدني بإنشاء "نقاط لا تقهر،" وهي عبارة عن أماكن عامة توفّر خدمة شحن الهواتف والتدفئة للسكان، وقد نجحت المبادرة في إنشاء نقطتين في المدينة.

 تعقيباً على ذلك، لفت كليموف إلى "إن (النقاط) الخاصة بنا مختلفة بعض الشىء. يمكن للسكان شرب الشاي وشحن أجهزتهم، والحصول على الدعم الطبي والنفسي من خلال الممرضة والطبيب نفسي المتواجدين هناك."

Mriy Diy 5

عودة السكان حاجة ملحّة 

منذ تحرير خيرسون وانسحاب الجيش الروسي منها، تشهد ميكولايف انتعاشاً مع انسحاب الجيش الروسي. يستمر العديد من سكان ميكولايف بالعودة إلى ديارهم بعد نزوحهم إلى مناطق أوكرانية أخرى. تستضيف المدينة من جهة أخرى العديد من النازحين من المناطق التي لا تزال تحت الاحتلال الروسي.

يرى كليموف إن الوضع في المدينة بات أفضل بكثير مقارنة مع ما كان عليه في بداية الغزو.

"آمل أن يُعاد بناء ميكولايف بعد النصر. إننا بحاجة إلى إصلاح نظام المياه وإعادة بناء ما دمرّه القصف الروسي. أما إعادة الناس إلى ديارهم فهي الأهم ويجب أن تحتل الأولوية."

تعمل مبادرة "مريدي" على تحقيق هذا الهدف. وبينما تستمر في توزيع المساعدات الإنسانية، تنظّم دورات تدريبية تستهدف مجموعات المجتمع المدني الأخرى، كما توفّر الدعم النفسي للمتطوعين والتدريب للسكان المحليين على كيفية مساعدة الآخرين في حالات الطوارئ.

إن الآراء المُعبّر عنها في هذا المقال تعكس آراء المستفيد من المنحة المذكورة ولا تمثّل بالضرورة الرأي الرسمي للمؤسسة الأوروبية من أجل ديمقراطية أو المفوضية الأوروبية أو أي دولة أوروبية أخرى أو أي مساهم آخر في المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية

 

 

 

ابقوا على تواصلٍ دائمٍ معنا

اشتركوا لتصلكم آخر الأخبار والقصص والفعاليات إلى بريدكم الإلكتروني