EED10 Years Supporting Democracy

قصص بضميرالمتكلّم#

الدعم
مجموعة مختارة من القصص بضمير المتكلّم © المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية
العودة إلى قصص بضمير المتكلّم

مارينا بوغوسيان ومنظمة "فيلس"

25 كانون2/يناير 2023

التحوّل من ثقافة الفساد إلى ثقافة المساءلة في بلدية يريفان

تعمل مارينا بوغوسيان ومنظمة "فيلس" منذ تسع سنوات على توثيق حالات الفساد على كافة مستويات المجتمع الأرمني، فكسبتا بذلك ثقة الناس وعَمِلتا على خلق ثقافة المساءلة في البلد.

مارينا بوغوسيان ومنظمة

 تدرك مارينا بوغوسيان تمام الإدراك التبعات المحتملة للتطرق إلى قضايا الفساد في أرمينيا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالشخصيات النافذة.

تعرضت سيارة بوغوسيان، بصفتها رئيسة منظمة " فيلس" الحقوقية غير الحكومية، للتخريب في مناسبات عدة وأُتلفت إطاراتها. كما كانت هدفاً للتهديد والمضايقات على يد الشرطة التي فتّشت مكتبها ومنزلها، وعانت من ارتجاج في الرأس بسبب ضربة تلقّتها في الرأس عندما تم الاعتداء عليها وهي في طريقها إلى المنزل ذات مساء. تواجه منظمة "فيلس"  ثلاث قضايا جنائية حالياً، ودعوى أخرى في المحكمة الأوروبية. حتى أنه عُرض عليها مبلغاً وقدره عشرات الآلاف من الدولارات مقابل تخلّيها عن تحقيقاتها.

ومع ذلك، لن تلزم بوغوسيان الصمت.

Veles3

التحقيق في قضايا فساد تتعلق بشخصيات حكومية وبارزة

عملت بوغوسيان مع وفريق عملها في منظمة "فيلس" ومجموعة من المتطوعين بلا هوادة منذ عام 2014 على التحقيق في قضايا فساد على كافة مستويات المجتمع الأرمني — في وكالات إنفاذ القانون والقضاء والحكومة والجيش وبين كبار المسؤولين. تشمل القضايا التي تُحقق فيها منظمة "فيلس" شخصيات بارزة، ومنها رئيسين سابقين والمدعي العام ونائب قائد الشرطة ورئيس مجلس القضاء الأعلى.

ترى بوغوسيان إنه لا بدّ من محاربة الفساد المستشري في كافة مستويات المجتمع إذا أردنا حقاً تحسين حياة الأرمن وإعطائهم فرصة للعيش بسلام. عندها فقط يمكن أن تصبح أرمينيا دولة قائمة على سيادة القانون، ودولة تُصان فيها حقوق الإنسان ويتساوى فيها الجميع أمام القانون.

لم تستهل بوغوسيان مسيرتها المهنية كمدافعة عن حقوق الإنسان، بل عملت لفترة طويلة في مجال الأعمال قبل أن تنضم إلى مجال مكافحة الفساد.

قالت بوغوسيان، "لقد صادفت العديد من حالات الفساد، كالربا وغسيل الأموال من قبل كبار المسؤولين، والمخططات الإجرامية. لكن لم يكن لدي أدنى فكرة عن حجم هذا الفساد. لم أفهم ذلك سوى عندما بدأنا التحقيق والتقاط الصور والاعتصام أمام منازل هؤلاء."

بنت منظمة "فيلس" سمعتها كمنظمة تعمل على كشف الحقيقة سنة تلوى الأخرى. فهي تدير مدونة تتمحور حول الفساد ولديها خط ساخن متوفر على مدار الساعة أمام الراغبين بالإبلاغ عن المشكلات وإرسال مقاطع فيديو إلى "ميكروفون مكافحة الفساد." يوثّق فريق عملها الكشف عن حالات الفساد في مقاطع فيديو يُنتجها وينشرها على المدونة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. وقد بلغ عدد المشاهدات السنوية لهذه المقاطع حوالي 10 ملايين مشاهدة.

تابعت بوغوسيان حديثها قائلة، "يثق الناس بنا، ويدركون أننا قادرون على مساعدتهم وأننا صادقون ولا نتقاضى الرشاوى. يتوجهون إلينا حاملين الأدلة والصور ومقاطع الفيديو."

Veles2

المعرفة مفتاح ثقافة مكافحة الفساد

لدى بوغوسيان إيمان بأن المعرفة مفتاح تطوير ثقافة مكافحة الفساد داخل المجتمع. تستضيف منظمة "فيلس" أسبوعياً خبيراً قانونياً مختلفاً للحديث عن موضوعات تتراوح بين الطلاق والتحرش الجنسي والتعذيب، كما تنشر شريط الفيديو الخاص بالمقابلة على "يوتيوب" ليكون بذلك متاحاً أمام الجميع بغض النظر عن ظروفهم المالية.

لقد كان هذا الإيمان بقوة المعرفة وراء مشروع "فيلس" الأخير، والذي ركّز على بلدية يريفان. أشارت بوغوسيان إلى أن حوالي 50 في المائة من سكان أرمينيا يعيشون في يريفان وتتلقى البلدية ما يعادل 16\1 من إجمالي ميزانية البلد، مما يجعل رئيس بلدية يريفان شخصية نافذة جداً.

تعليقاً على الفساد في البلدية، قالت بوغوسيان، "عانت البلدية من غياب أي آلية إشراف، ومع ذلك لم تكن المشاكل الكبيرة جديدة بالنسبة لأحد. فعلى سبيل المثال وعلى مدار ثلاث سنوات، منحت البلدية موظفيها أكثر من مليوني دولار على شكل مكافآت في ظل غياب أي شفافية في هذه القرارات. اكتشفنا أن 48 منظمة تتلقى أموالاً من البلدية مقابل تقديمها الخدمات، ومع ذلك كانت تفتقر جميعا إلى الموظفين باستثناء الرئيس التنفيذي والمحاسب."

تحليل الميزانيات وفهم اهتمامات المواطن

بدأت المنظمة بفضل دعم المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية بتحليل ميزانيات البلديات على مدى ثلاث سنوات، فطوّرت موقعاً إلكترونياً لنشر النتائج. كما كشفت عن قضايا فساد الأخرى، مفصّلة هذه الأمثلة في مقالات استقصائية ورسوم  بيانية ومقاطع فيديو حصدت شعبية عالية على موقعها الإلكتروني وسائل التواصل الاجتماعي.

كما نظمت دراسة استقصائية باستهداف مواطني يريفان لفهم اهتماماتهم، وتواصلت مع البلدية حول نتائجها.

أضافت بوغوسيان، "لقد سلّط المواطنون الضوء على قضايا مختلفة كنقص وسائل النقل والإنارة والمساحات الخضراء ومشاكل جمع القمامة والحيوانات الضالة في الشوارع والمصاعد المعطلة في المباني المكونة من 16 طبقة. التقينا بمجموعات من ذوي الاحتياجات الخاصة والأقليات، الذين تتجاهل البلدية احتياجاتهم حالياً. باتت المشاكل التي تعاني منها كلّ من مناطق يريفان معروفة الآن."

عقدت المنظمة في إطار هذا المشروع طاولات مستديرة مع مجلس حكماء يريفان، وهي الجهة المسؤولة عن ميزانية البلدية، للنظر في هذه القضايا مع الجهات المعنيّة. وفي حين تغيّب العمدة عن هذه الاجتماعات، حضرها مسؤولون آخرون.

تدرك بوغوسيان جيداً أن الدرب طويلة أمام فريق عملها الصغير، إلا أنها تستمدّ قوتها لتحقيق هذه المهمة من نجاحاتها.

ختمت قائلة، "تدرك البلدية اليوم أنها خاضعة للمساءلة. لا رغبة لي في تسجيل الأهداف. جُل ما أريده هو تعزيز فعاليّة حكومتنا المحلية وتوفير الخدمات التي يستحقها السكان ويدفعون الضرائب مقابل الحصول عليها. عندما أخرج إلى الشارع، يوقفني الناس ويحتضنونني. أومن أن الدفاع عن حقوق الإنسان أكثر من مجرد كلمة. إنه أسلوب حياة وتفكير." 

إن الآراء المُعبّر عنها في هذا المقال تعكس آراء المستفيد من المنحة المذكورة ولا تمثّل بالضرورة الرأي الرسمي للمؤسسة الأوروبية من أجل ديمقراطية أو المفوضية الأوروبية أو أي دولة أوروبية أخرى أو أي مساهم آخر في المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية.

 

ابقوا على تواصلٍ دائمٍ معنا

اشتركوا لتصلكم آخر الأخبار والقصص والفعاليات إلى بريدكم الإلكتروني