أشكين بابايان والمنظمة غير الحكومية الحقوقية "مجموعة هلسنكي في سبيتاك"
13 تشرين1/أكتوير 2022حماية حقوق الإنسان في المناطق الريفية الشمالية في أرمينيا
تعمل المنظمة غير الحكومية الحقوقية "مجموعة هلسنكي في سبيتاك" التي أسسّتها أشكين بابايان عام 2010 على الدفاع عن حقوق الإنسان في منطقة لوري الريفية، وقد أطلقت مؤسسة اجتماعية توظف النساء ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي.

نشأت أشكين في سبيتاك، وهي جزء من مقاطعة لوري التي دمّرها زلزال عام 1988 أدّى إلى مقتل ما يقدّر بنحو 50000 شخص وإصابة أكثر من 130000 شخص. لم تتعافَ المنطقة أبداً اجتماعياً أو اقتصادياً من الدمار الشامل الذي لحق بالمباني السكنية ومصانع المنطقة والتي كانت قبل الزلزال المشغّل الرئيسي فيها.
تسود القيم المحافظة في لوري، حيث تتزوج الفتيات عادة في سن مبكرة، وقليل منهن يتابعن مرحلة التعليم العالي. كانت أشكين من بين المحظوظين: فقد كان والداها قادرَين على تحمّل مصاريف دراستها لتصبح معلمة لغة إنجليزية في فانادزور، على الرغم من عدم توفر الإمكانيات لها لدراسة الحقوق كما حلمت. كطالبة، بدأت العمل التطوعي في إحدى منظمات حقوق الإنسان، ممّا ساعدها في العثور على ما تعتبره الآن هدفها الحقيقي.
المنظمة غير الحكومية الحقوقية "مجموعة هلسنكي في سبيتاك": البداية
عام 2010، عادت أشكين إلى سبيتاك حيث أسّست هي واثنتان من صديقاتها منظمة حقوق الإنسان غير الحكومية "مجموعة هلسنكي في سبيتاك"، كجزء من مشروع لتأسيس مجموعات هلسنكي لحقوق الإنسان في المدن الأرمنية.
وتتذكّر أشكين "كنا صغاراً وساذجين لكننا كنا نعلم أننا نريد مساعدة منطقتنا. يغادر معظم الشباب سبيتاك للبحث عن عمل، وأولئك الذين بقوا لديهم أمل ضئيل. أردنا توعيتهم بحقوقهم حتى يتمكنوا من معالجة مشاكلهم."
على مدار الاثني عشر عاماً الماضية، نظّمت مجموعة هلسنكي في سبيتاك دورات تدريبية متعدّدة حول حقوق الإنسان، فضلاً عن الأحداث العامة السنوية. تعمل المنظمة التي لديها الآن ثمانية موظفين، من مبنى من طابقين في وسط المدينة. في الطابق الأرضي، يوجد أيضاً مصنع لمؤسستها الاجتماعية التي تم افتتاحها عام 2021، وتنتج زيوتاً عشبية عضوية.
تركّز مجموعة هلسنكي في سبيتاك حالياً بشكل أساسي على حقوق المرأة، ودعم ضحايا العنف المنزلي وإعلامهن بحقوقهن القانونية. المنظمة جزء من التحالف من أجل وقف العنف ضد المرأة (CSVAW). يمثل العنف المنزلي مشكلة خطيرة في أرمينيا، وقد أدّت فترة الإغلاق خلال جائحة فيروس كورونا إلى ارتفاع حاد في حوادث العنف المنزلي. يتم توظيف العديد من الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي (GBV) في المؤسسة الاجتماعية التابعة للمنظمة.
فترة صعبة بعد حرب قره باغ 2020
بعد حرب قره باغ الثانية عام 2020، بدأ الفريق العمل مع النساء النازحات وعائلاتهن.
تشير أشكين إلى أنّ فترة ما بعد الحرب كانت فترة صعبة، وتقول "تأثرت كل العائلات بالحرب. كان هناك شعور باليأس وفقدان التفاؤل بالمستقبل. كان الناس متوترين وحزينين، وشعروا أنه لا خيار أمامهم سوى الهجرة. نحن أيضاً كمنظمة وجدنا أن هذه الفترة صعبة للغاية. كان هناك الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب. نحن مدافعون عن حقوق الإنسان، ومع ذلك شعرنا بالعجز.
على الرغم من ذلك، أدركت أشكين وزملاؤها أيضًا وجود حاجة أكبر من أي وقت مضى لعملهم خلال هذا الوقت. "كنا نعلم أنه يتعين علينا أن نظهر للناس أن الحياة تستمر وأن الأمور ستتحسن في النهاية. توجّب علينا مساعدة مجتمعنا".
منحة طارئة من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية تساعد المنظمة على التطور
هذا العام، تلقت مجموعة هلسنكي في سبيتاك منحة طارئة من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية، عندما غادرت الجهة المانحة التي تموّلها منذ وقت طويل أرمينيا. رأت أشكين في هذه المنحة فرصةً لإعادة تركيز عمل المجموعة مع سعيها للحصول على تمويل من مانحين آخرين، فضلاً عن فرصة لتطوير مؤسستها الاجتماعي.
تشير أشين "في المستقبل، نخطّط لتمويل أنشطة منظماتنا غير الحكومية من خلال مؤسستنا الاجتماعية حيث أنها أول منتج للزيت الممتاز في أرمينيا، وهو مشروع تجاري مناسب تماماً للوري، حيث تشتهر منطقتنا بأعشابها ونباتاتها ومناخها الشبيه بجبال الألب. جميع زيوتنا طبيعية 100٪. لدينا 12 نوعاً مختلفاً نخطط لبيعها عبر الإنترنت وفي الصيدليات وصالونات التجميل في أرمينيا ولتصديرها."
كما تخطّط المنظمة غير الحكومية لحملة تمويل جماعي لتمويل شراء الأرض وبناء مكتب دائم لها. سيكون هناك مبنى للمصنع وسيتم تكييف مساحة المكتب لمستخدمي الكراسي المتحركة. يقوم مهندس معماري بالفعل بوضع خطط للمبنى المكوّن من طابقين والذي سيكلف نحو 100 ألف دولار.
اليوم، تشعر أشكين بالرضا كمدافعة عن حقوق الإنسان ولا تشعر بأي ندم على التخلي عن أحلامها القانونية. "ما أفعله هو أكبر بكثير وأكثر إرضاء، عاطفياً وعلى كافة المستويات. عملي كمدافعة عن حقوق الإنسان ليس مجرد هوايتي، إنه شغفي. هذا هو معنى حياتي."
يعكس هذا المقال آراء الجهة الحائزة على منحة ولا يمثل بالضرورة الرأي الرسمي للمؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية أو المفوضية الأوروبية أو أي دولة أوروبية أخرى أو مساهم آخر في المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية.