برنامج العمل والرعاية المؤقتة
10 تشرين1/أكتوير 2022الرعاية المؤقتة للصحفيين والناشطين الأوكرانيين
استقبل برنامج العمل والرعاية المؤقتة في مركز المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية للناشطين الأوكرانيين أكثر من 70 ناشطاً وصحفياً في الأشهر الأخيرة، كما قدم لهم المعونة والرعاية الضرورية للتخفيف من حدة الإجهاد الذي يعانون منه بسبب الحرب.

قالت الصحفية إيرينا تشيشكو، "لقد ساعدني برنامج الإقامة المؤقتة في العودة إلى الواقع. كتبت مقالاتي الأولى منذ اندلاع الحرب هناك."
قال ناشط أوكراني آخر إنه "ينسى المرء احتياجاته الشخصيّة عندما ينصب على العمل، مكرّساً له وقته بالكامل، من أجل تحقيق النصر. ما من طريقة للخروج من حال الإرهاق الذهني والجسدي. فمن الضروري جداً أخذ قسط من الراحة ... لقد تمكنت من استعادة الموارد الضرورية للمشاريع الجديدة بهدف خدمة مجتمعنا والتي بدأت بتنفيذها عند عودتي إلى المنزل."
عبّر مشاركون آخرون في برنامج العمل والراحة الذي يديره مركز المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية للنشطاء الأوكرانيين في بلدة برزيميل الواقعة على الحدود البولندية الأوكرانية عن الشعور نفسه. يعيش المشاركون تجربة الإقامة هناك كفرصة تسمح لهم في لقاء زملائهم بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية التي تسبّبها الحرب، ولو لفترة مؤقتة.
برنامج مرن يتكيّف مع احتياجات المشاركين
يستمر كل برنامج من برامج العمل والرعاية المؤقتة لمدة أسبوع واحد أو أكثر، ويتضمن جلسات تدريبية وإرشادية وحلقات دعم نفسي. يسهر المدربون أصحاب المعرفة باستمرار على رفاهية المشاركين ويقدّمون لهم المساعدة في معالجة الضغوط النفسية التي عانوا منها خلال الحرب التي لا تزال مستمرة منذ أشهر طويلة.
تعتبر مشاركة الحاضرين طوعيّة في كافة أقسام البرنامج، كما تُعقد الجلسات في أوقات تناسب المشاركين الذين اختاروا الاستمرار في عملهم طوال فترة الإقامة. تشكل هذه أسابيع صحوة إبداعية بالنسبة لكثيرين. كما بإمكان المشاركين الاستفادة من المركز المجهز تجهيزاً كاملاً في عملهم.
يتخلّل الإقامة تنظيم الرحلات، ومنها إلى الأماكن الثقافية. أما بالنسبة الصحفيين، فتُظّم الرحلات إلى وسائل إعلامية بولندية كصحيفة "غازيتا ويبورزا" في مدينة وارسو.
حبل نجاة للناشطين والصحفيين
توفر الإقامة حبل نجاة مهم للصحفيين والناشطين الذين لم يختبروا الحرب سابقاً أو الذين لم يكن لديهم خبرة سابقة قبل تاريخ 24 شباط \ فبراير، بالإضافة إلى الذين أجبروا قسراً على مغادرة منازلهم ومجتمعاتهم الشخصية والمهنية ويعانون اليوم من ظروف معيشية متردّية.
هربت منتجة البودكاست في إذاعة "خرومادسك راديو"، وهي شريكة للمؤسسة الأوروبية من أجل الديموقراطية، كسينيا مينشيك من مدينة كريفي ريه في وسط أوكرانيا في 1 آذار / مارس، وتعيش اليوم مع ابنها في بولندا. قالت، "لم يكن لدي مكان ألجأ إليه عندما شاركت في برنامج الإقامة.أحضرت ابني معي. كانت الإقامة فرصة لي للابتعاد والاسترخاء، وكذلك للتعلم. لقد تعلمت تقنيات التعامل مع الضغوط النفسيّة على يد المتخصصين النفسيين."
عانى كثيرون من مستويات مرتفعة جداً من التوتر والإجهاد النفسي في الأشهر الأخيرة. تألف المشاركون في إحدى المجموعات الأخيرة من الصحفيين الذين يوثّقون جرائم الحرب الروسية، ومن آخرين يعملون في توفير مساعدات إنسانية إلى المناطق الواقعة على خطوط المواجهة في الحرب منذ أواخر شباط \ فبراير.
أما الصحفيّة هنّا ستاركوفا العاملة في موقع "سنسر" في خاركيف، فترى الجانب المتعلق بالدعم النفسي في البرنامج عنصراً حيوياً. وقالت، "كنت على يقين أنني بحاجة إلى المشورة النفسيّة، وشكّلت مشاركتي بداية جيّدة. من الصعب استيعاب كل ما حدث. لقد منحتني الإقامة هناك فرصة للتوقف عن العمل لبعض الوقت والاعتناء بصحّتي العقلية. وبما أن البرنامج يُنظّم في بولندا، تمكنت من إخراج نفسي جسديًا وذهنياً من التوتر المستمر الذي نرزح تحته في أوكرانيا. أشعر بأنه يمكنني التحدث إلى الناس بحرية أكبر."
مساعدة الصحفيين على مواصلة العمل
يشكل اللقاء بصحفيين آخرين أوكرانيين وبولنديين الجانب الأبرز في برنامج الإقامة بالنسبة إلى معظم المشاركين، مما يسمح بتبادل الخبرات والاستفادة منها. تابعت هنّا قائلة، "لقد قابلت صحفيين من مختلف الوسائل الإعلامية الأوكرانية. وفهمت منهم أننا نتعامل مع هذه الحرب، ربما من وجهات نظر مختلفة، ولكننا نتشارك المهمة نفسها. أثبت لي هذا البرنامج أنه يمكننا القيام بهذا العمل معاً. أؤمن أننا أكثر قوة عندما نكون معاً."
والأهم من ذلك هو شعور الجميع بأن هذه الإقامة ساعدتهم على الاستمرار في مواجهة العمل الذي يعتبرونه جميعاً ضروري لمستقبل أوكرانيا.
قال ناشط كان قد شارك مؤخراً في البرنامج،"نشعر بامتنان كبير لأن هذه الرحلة قد تحقّقت ... لقد سبق وقدّمتم المساعدة لكثيرين قبلنا وستساعدون الكثيرين بعدنا لاستعادة كامل طاقاتهم وقوتهم. أصدقائي، عملكم جبّار من أجل الصحفيين والمتطوعين والناشطين الأوكرانيين."
إن الآراء المُعبّر عنها في هذا المقال تعكس آراء المستفيد من المنحة المذكورة ولا تمثّل بالضرورة الرأي الرسمي للمؤسسة الأوروبية من أجل ديمقراطية أو المفوضية الأوروبية أو أي دولة أوروبية أخرى أو أي مساهم آخر في المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية.