EED10 Years Supporting Democracy

قصص بضميرالمتكلّم#

الدعم
مجموعة مختارة من القصص بضمير المتكلّم © المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية
العودة إلى قصص بضمير المتكلّم

بريزما

9 حزيران/يونيو 2022

بناء جسر بين المجتمعات في كوسوفو

أنشئت منصة إعلامية ثنائية اللغة في مدينة بريزرن، وهي ثاني المدن في كوسوفو*، لتكون جسراً بين الأغلبية الناطقة بالألبانية والأقلية الناطقة بالتركية في هذه المدينة المتنوعة تاريخياً.

بريزما

 

تم التخطيط لمنصة "بريزما ميديوم" (Prizma Medium) وتطويرها كمنصة إعلامية على الإنترنت من قِبَل فريق يسعى عن وعي إلى الابتعاد عن المحتوى السطحي والأخبار التي تعتمد على النسخ واللصق وعلى المعلومات المضلّلة.

بدلاً من ذلك، تريد "بريزما" تقديم صحافة الحلول، والأخبار الإيجابية والمحتوى المرتكز على التحليل مع التركيز على الصحافة المحلية والبطيئة. تم إطلاق الموقع الإلكتروني في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، بعد 12 شهراً من التحضير وبفضل التمويل التأسيسي من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية، ما سمح لبريزما بالعمل بشكل كامل.

يقود فريق التحرير أدلينا حسني وسوير سيلينا، وهما رئيسا التحرير المسؤولَين عن اللغتين الألبانية والتركية تباعاً. ويوجد الآن محرّران إضافيان من خلفيات أكاديمية مختلفة، بالإضافة إلى مترجم ومحرّر صور.

وتقول أدلينا حسني "إننا نؤمن في بيرزما بالقيادة المشتركة. فنناقش القرارات مع الفريق بأكمله لكي نجمع خبرات الجميع."

وتتعاون بيرزما بالإضافة إلى فريقها الأساسي مع الكثير من الصحافيين في المنطقة. من خلال الحوار الصادق، كسبت حسني وسيلينا ثقة مجتمع واسع من المؤسسين المشاركين والمساهمين والقرّاء الذين ساعدوا على قولبة الأفكار الأولية ضمن مساحة ملموسة.

ما يميّز المنصة هو انفتاحها على الخارج، وبحثها عن أوجه الشبه والاتصالات خارج المنطقة، بما في ذلك البلدان المجاورة. ليس من قبيل الصدفة أنّ معظم أعضاء الفريق قد عاشوا ودرسوا في الخارج. وهذا ما يعكس التاريخ متعدّد الثقافات لمنطقة بريزرن الجنوبية، التي تحدها ألبانيا ومقدونيا، والتي تضمّ مجموعات كثيرة من الأقليات غير الأتراك، بما في ذلك البوشناق والروما والأشكالي والمصريين والغورانيين والصرب.

فتح آفاق جديدة أمام الصحافة المحلية

تعتمد بريزما تصميماً بسيطاً يذكّر بالجريدة الفعلية. يوضح سوير سيلينا "نفضّل أن نبدأ على الإنترنت لأنه لا توجد جرائد فعلية في كوسوفو ولأن معدل استخدام الإنترنت في كوسوفو من أعلى المعدلات في المنطقة".

أما حسني فترى في المنصة أكثر من مجرد قناة معلومات. "نريد أن نمكّن الناس من التجمّع وتطوير المزيد من التفكير النقدي، بالإضافة إلى رفع أصوات الأشخاص الذين لا يُسمعون في العادة."

يُعتبَر النهج التحريري للمنصة مميزاً في المشهد الإعلامي في كوسوفو من حيث المعايير الصحفية ومحور التركيز. إذ تقدّم بريزما ميديوم محتوى إقليميًا عالي الجودة في المجالات التي يتم تناولها عامة بشكل سطحي مثل تغير المناخ، والجنس، والدراية الإعلامية، والعدالة الاجتماعية، والفئات المهمشة.

وتقول سيلينا: "من خلال تقديم منظور مختلف، نهدف إلى إنتاج مطبوعة موثوقة ومستدامة تتوافق مع أعلى المعايير التحريرية والأخلاقية".

تتمتع بريزرن بمشهد ثقافي مفعم بالحيوية وتلعب بريزما دورًا في تأمين تغطية معمّقة للأحداث ووضعها في السياق الاجتماعي. ومن خلال عرضها ثنائي اللغة، يمكنها زيادة الوعي المستجدّات الثقافية متخطية الحدود اللغوية.

وتقول حسني "بريزما هي أيضًا مساحة للأشخاص الذين لا نسمع صوتهم أي المهمّشين، والنساء والفتيات، والأشخاص ذوي الإعاقة. عندما أذهب إلى مكان ما لإجراء مقابلة، أسأل دائمًا أين النساء؟ "

عملت حسني على سلسلة من المقالات حول النسوية البيئية، في محاولة منها لجمع ناشطين من المنطقة الأوسع. "النساء اللواتي يعشن في المناطق الريفية يشاركن حقًا في هذا الموضوع."

يلتزم كلا المحرّرَين الرئيسيّين برفع مستوى الوعي حول القضايا التي تهم مجتمعاتهما من أجل تشجيع النقاش وتزويد الناس المعلومات وبالشجاعة للتحدث عن المستقبل.

Prizma 2

إنشاء ثقافة من الدراية الإعلامية لمكافحة المعلومات المضلّلة

بحسب سيلينا، من الصعوبات الرئيسية لممارسة مهنة الصحافة في بريزرن الافتقار إلى الدراية الإعلامية والدراية بوسائل التواصل الاجتماعي، مما يساهم بشكل كبير في انتشار المعلومات المضلّلة.

"على الصحفيين الذين يجب أن يلعبوا دورًا رائدًا في مكافحة المعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة، أن يبحثوا عن طرق مختلفة لتحدي جميع أنواع تكتيكات التلاعب حتى لا يصبحوا أداة للدعاية السياسية."

Translation is too long to be saved

بالنسبة إلى الأقلية التركية على وجه الخصوص، تتواصل المشاكل على المستويين المركزي والبلدي. فالحقوق الأساسية مثل التعليم غير مضمونة. ولم يتم حل مسألة توفير الكتب المدرسية باللغة التركية على سبيل المثال. هناك أيضًا مشكلة إقرار اللغة للاستخدام الرسمي، حيث كانت الخدمات الإعلامية للأقلية بشكل عام غير كافية.

تأمل بريزما ميديوم أن يكون لها تأثير محفز، لكي تعيد تشكيل وسائل الإعلام في بريزرن وكوسوفو من خلال إظهار ما هو ممكن. توجد خطط لتلبية احتياجات الأقلية البوسنية في بريزرن من خلال النشر باللغة البوسنية في وقت ما، وربما باللغة الإنكليزية أيضًا.

عبر الاستمرار في تقديم محتوى عالي الجودة وغير مرتبط بالزمان، بما في ذلك البودكاست ومتاجر الفيديو، تهدف بريزما إلى الوصول إلى جمهور أوسع.

إيجاد بيئة لحرية التعبير في بريزرن

لا شك أنّ الأعمال التحضيرية التي قام بها مؤسِسا بريزما ميديوم أتت بثمارها. بمساعدة التمويل المقدّم من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية، أصبح لدى بريزرن الآن ممثل إعلامي جديد ومستقل وبديل يساهم في الحياة المدنية. فقد مكّنت المنحة الفريق من استئجار المكاتب وشراء المعدات الأساسية والبدء في إعداد التقارير حول القضايا المحلية.

تهدف بريزما إلى إيجاد بيئة مستقلة حيث يمكن لأفراد المجتمع التعبير عن أنفسهم بحرية. تساعد المقابلات مع الناشطين والفئات المهمشة على توعية المواطنين بالقضايا السياسية والاجتماعية المحلية.

تعتزم المنصة نشر مقالات افتتاحية يعدّها صحافيون الشباب من مجتمعات مختلفة حول القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمساواة بين الجنسين في كوسوفو.

لا شك أنّ الخبرة الدولية التي يتمتّع بها الفريق مثيرة للإعجاب. فقد درس حسني في تركيا والبوسنة والهرسك وإيطاليا وهي حائزة على دكتوراه في العلاقات الدولية. أما سيلينا، فدرس الصحافة في أنقرة ولديه سجل حافل كمصور فوتوغرافي وصحافي في تركيا وكوسوفو.

إفساح المجال أمام الصحافة البطيئة مقابل "صحافة الوجبات السريعة"

يشعر سيلينا كثيراً بأهمية تقديم صحافة عالية الجودة ومستقلة وجديرة بالثقة. فضغط السرعة الناجم عن الإنترنت، إلى جانب الضغط التجاري، يؤديان إلى انتشار محتوى إخباري رخيص ومنخفض الجودة.

"من السمات الرئيسية لهذا النوع من الصحافة أنه يتم إنتاجه واستهلاكه بسرعة، مثل منتجات الوجبات السريعة. إن إفساح المجال لممارسات الصحافة البطيئة وإنتاج محتوى خالد وعالي الجودة يلعب دورًا فعالاً في مكافحة اضطراب المعلومات هذا.

من الواضح أنّ حماس مؤسِسا بريزما ميديوم الشابَين في أوجه. بعد تحديد فجوة المعلومات في مدينة ومنطقة بريزرن، ها هما مصمّمان على سدّها بأفضل طريقة ممكنه. لكن آمالهم في المنصة تتجاوز دور تسليط الضوء على مسألة ما عند الحاجة.

تستخدم حسني كلمة "محور" لوصف بريزما. "إذا لم تكن تعرف ما يحدث بالفعل في مجتمعك، لن يكون لديك المنظور الكامل اللازم للتفكير النقدي. فمواضيع مثل حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والبيئة هي جزء من هذا المنظور الكامل ".

* ينبغي فهم جميع الإشارات إلى كوسوفو على هذا الموقع على أنها امتثال لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1244 (1999) ودون المساس بوضع كوسوفو.

يعكس هذا المقال آراء الجهة الحائزة على منحة ولا يمثل بالضرورة الرأي الرسمي للمؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية أو المفوضية الأوروبية أو أي دولة أوروبية أخرى أو مساهم آخر في المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية.

 

 

ابقوا على تواصلٍ دائمٍ معنا

اشتركوا لتصلكم آخر الأخبار والقصص والفعاليات إلى بريدكم الإلكتروني