فوجين تشيتكوفيتش وكوير مونتينيغرو
24 آذار/مارس 2022دعم مجتمع الميم-عين في مونتينيغرو
على مدى السنوات التسع الماضية، تولّت منظمة "كوير مونتينغيرو" تنظيم مسيرة الفخر في بودغوريتشا المناصرة لحقوق مجتمع الميم-عين في البلاد.

في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2012، سار مناصرو وأصدقاء مجتمع الميم-عين في بودغوريتشا، عاصمة مونتينيغرو، في النسخة التاسعة من مسيرة الفخر، علمًا أنّ النسخة السابقة اقتصرت على موكب سيارات صغير وفعاليات على الإنترنت بسبب جائحة كوفيد 19. وقد اجتمع أكثر من 300 شخص تحت شعار " Ljubav, ljudi" ("الحب، الناس").
يقول فوجين تشيتكوفيتش، وهو مسؤول العلاقات العامة في "كوير مونتينيغرو" وهي إحدى المنظمات الداعمة لمسيرة الفخر في بودغوريتشا، "كان ذلك نداء للعمل في أوقات الأزمة. الحل هو الحل، الحل كل شيء، غير أنّ الحب ثوري أيضًا، ومتمرّد. بإمكانهم سلب حقوقنا لن لا يمكنهم سلب حبنا أبدًا."
اعتّبرت الموافقة على قانون يسمح بالشراكات المدنية من الجنس نفسه عام 2012 نصرًا كبيرًا لمجتمع الميم-عين في مونتينيغرو، وهي حاليًا التشريع الوحيد من هذا النوع في غرب البلقان. بحسب تشيتكوفيتش، ما زال هناك ثغرات في التشريع، مثل الاعتراف في مونتينيغرو بشراكة تم تسجيلها في الخارج، وكذلك في التنفيذ. هذا ولم يتقدّم إصلاح الإقرار القانوني بالجندر بسبب غياب الإرادة السياسية. وفقًا لـILGA Europe، ازداد الخطاب المناهض لمجتمع الميم-عين بين السياسيين، كما أنّ جرائم الكراهية غير مبلّغ عنها كما يجب.
ويقول تشيتكوفيتش بهذا الخصوص "لهذا السبب، العمل الحقيقي يجري ما بين مسيرات الفخر. المسيرة بحد ذاتها هي نوع من الاحتفال للمجتمع، لكنها تمسي احتفالًا لا معنى له إن لم نستخدمه لطلب أمور معيّنة. المسيرة تحدّد إذًا أجندة المناصرة للعام بكاملة."
عملٌ مضنٍ لتنظيم أسبوع الفخر
كل عام، بين شباط/ فبراير وتشرين الأول/ أكتوبر، يعمل المجلس التنظيمي لمسيرة فخر مونتينيغرو على تطوير مفهوم المسيرة وذلك في إطار تواصل مستمر مع مجتمع الميم- عين، لفهم حاجاته أفراده والمشاكل التي يواجهونها.
لدى المنظمة عدد كبير من المتطوّعين الذين يساعدون في جمع التمويل ويعملون على إرسال الرسائل والتسويق وبرنامج أنشطة أسبوع الفخر التي يمكن أن تشمل معارض فنية، عرض أفلام وورشات عمل. بحسب تشيتكوفيتش، "من الصعب جعل الجميع يتّفقون على موضوع واحد لكن ما إن يُقرَّر الموضوع، ندعمه جميعًا لأنه قادم من المجتمع."
ثم تقوم مجموعة من خبراء التواصل، بما في ذلك تشيتكوفيتش، بإعداد استراتيجية لإيصال الرسائل الأساسية إلى مجتمع الميم-عين والجمهور العام، ولتثقيفهم وجعلهم يفهمون المشاكل التي يواجهها الأشخاص الكوير في مونتينيغرو.
"السلوكيات تتغيّر لا سيما بين الشباب. هذا العام، تطوّع معنا عدد كبير من طلاب الثانوية وهو أمر مهم لأنه يعني أن أفراد مجتمع الميم-عين الشباب يمكنهم أن يحصلوا على مدرّبي وقدوات ضمن المجتمع. كذلك، أتى إلينا عدد لا بأس به من المراهقين المستقيمين لكي يتقّفوا ويدعموا أصدقاءهم من مجتمع الميم-عين. الأجيال الأصغر سنًا أكثر وعيًا وأكثر رغبة في المحاربة لأجل حقوقهم وهذا يعطيني الأمل."
تنظّم "كوير مونتينيغرو" المسيرة في مركز رعاية مجتمع الميم-عين في بودغوريتشا. هذا المركز الذي أنشئ عام 2011 يقدّم الموارد التعليمية ويؤمّن الوصول إلى وسائل منع الحمل ومعلومات حول الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والدعم النفسي، ويشكّل مساحة حيث يلتقي أفراد المجتمع وينظّمون الفعاليات. تتولّى إدارة المركز، إلى جانب "كوير مونتينيغرو"، منظمة "جوفنتاس" غير الحكومية ومنظمة "سبيكترا" التي يقودها عابرو الجندر ومنظمة "ستانا" التي يقودها نساء كوير.
يقرّ تشيتكوفيتش أنه من الأسهل إدارة هذا النوع من المبادرات في بودغوريتشا لأنها تضم مجتمع ميم-عين أكبر وأشخاص أكثر انفتاحًا. ويلفت إلى أنّ كثيرين يسافرون من مدن أخرى في مونتينيغرو للمشاركة في مسيرة الفخر، وهذا يلهمهم للقيام بالمزيد في المجتمعات الأصغر والأكثر محافظة.
أثر جائحة كوفيد 19 على مجتمع الكوير
كان لجائحة كوفيد 19 منذ سنتَين أثر كبير على مجتمع الميم-عين في مونتينيغرو. فقد وجد الكثيرون أنفسهم من دون وظيفة ومن دون طعام، بينما اضطر آخرون إلى مغادرة العاصمة والعودة إلى قراهم الأكثر محافظة وإلى بيئتهم المنزلية التي غالبًا ما تكون مؤذية. من ناحية أخرى، وسّعت "كوير مونتينيغرو" إلى جانب منظمات أخرى برنامجها لتوزيع الطعام الذي كان قبل الجائحة موجّهًا للأشخاص الذين طُرِدوا من منازلهم من أجل مساعدة أفراد المجتمع ممّن يواجهون صعوبات اقتصادية.
هذا وساعدت الاجتماعات الأسبوعية على الإنترنت لتنظيم مسيرة الفخر على الحفاظ على الحس المجتمعي لا سيما بالنسبة للأشخاص الذي اضطروا إلى مغادرة بودغوريتشا ووجدوا أنفسهم معزولين. كذلك، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا أساسيًا في الإبقاء على التواصل بين أفراد مجتمع الميم-عين خلال هذه الفترة الصعبة.
بسبب الجائحة، غيّرت الكثير من الجهات المانحة الدولية أولوياتها التمويلية ووجّهتها نحو التخفيف من عواقب الجائحة، تاركةً القليل من التمويل للمشاريع المتمحورة حول حقوق مجتمع الميم-عين. وفي هذا الإطار، قدّمت المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية التمويل الطارئ للمنظمة.
ويقول تشيتكوفيتش " ما زال عملنا بغالبيته قائمًا على العمل التطوعي. المال ليس ولم يكن أبدًا دافعنا الرئيسي، لكن في الوقت نفسه، نحن نحتاج إليه للاستمرار. بالنسبة لبعض موظفينا، خاصة أولئك الذين هم من عابري الجندر، العمل في منظمة غير حكومية هو في الحقيقة النوع الوحيد من الوظائف التي يمكنهم شغلها دون مواجهة التمييز."
خطط "كوير مونتينيغرو" المستقبلية
اليوم، تركّز "كوير مونتينيغرو" على إيجاد المزيد من التمويل الثابت وعلى تأمين استدامة مسيرة فخر مونتينيغرو الذاتية من أجل خدمة مجتمع الميم-عين بشكل أفضل عن طريق حملات المناصرة. فضلًا عن ذلك، تخطّط المنظمة لمواصلة نشر رسالتها بشكل أوسع من خلال الروابط مع مجموعات المجتمع المدني الآخرى في مونتينيغرة والمنظمات المعنية بمجتمع الميم-عين في جميع أنحاء أوروبا.
يقول تشيتكوفيتش "عملنا لم ينتهِ بعد، فالمجتمع في مونتينيغرو ما زال قيد التطوّر في ما يتعلق بقبول أفراد مجتمع الميم-عين ودعمهم. شهدنا مؤخرًا تصاعدًا في خطاب الكراهية وجرائم الكراهية الموجّهة نحو مجتمعنا، ليس فقط في مونتينيغرو إنما في باقي أوروبا. يمكننا أيضًا أن نرى تحولًا في المجتمع نحو القبول ولا شك أنني أشعر بسعادة غامرة حينما يقول لي شاب كوير أنّ عائلته/ا تقبّلته/ا وأنه/ا قادر/ة على العمل ضمن وظيفة من دون أي تمييز. هذه هي القصص التي تستحق النضال لأنها تمنحني الأمل بأن تكون هذه هي القاعدة العامة يومًا ما لمجتمع الميم-عين في منوتينيغرو وفي مناطق أخرى."
هذا المقال يعكس آراء الجهة الحائزة على المنحة ولا يمثل بالضرورة الرأي الرسمي للمؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية أو المفوضية الأوروبية أو أي دولة أوروبية أو مساهمين آخرين في المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية.