EED10 Years Supporting Democracy

قصص بضميرالمتكلّم#

الدعم
مجموعة مختارة من القصص بضمير المتكلّم © المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية
العودة إلى قصص بضمير المتكلّم

أمين منصور وداون تاون كافيه

27 كانون2/يناير 2022

تقديم فرص جديدة للشباب المحلي في جنوب غرب تونس

أصبح مقهى ثقافي أسّسه ثلاثة إخوة في جنوب غرب تونس مركزًا للأنشطة للشباب من موسيقيين وممثلين ومحبي سينما، وهو يفتح المجال أمام نقاشات جديدة عن العالم حولهم.

 أمين منصور وداون تاون كافيه

بعد سنتَين من الثورة التونسية، عاد أمين منصور إلى منزله في قفصة وهي بلدة تشتهر بالتعدين في جنوب غبر تونس على الحدود مع الجزائر، وذلك بعد ثماني سنوات من الابتعاد عن مسقط رأسه. عاد ليجد بلدته في أزمة، بنسب بطالة مرتفعة وتفشي تعاطي المخدرات والكحول، وعدد كبير من الطلاب غير القادرين على الوصول إلى أي شكل من أشكال الترفيه.

أقنع منصور الذي كان ملهَمًا من الطاقة والتفاؤل في ثورة 2011 والذي كان في جعبته سنوات عدة من النشاط الطلابي، إخوته أنّ قفصة بحاجة إلى مكان حيث يمكن للشباب والشابات الالتقاء بحرية وممارسة الأنشطة الثقافية وأنّ هذه ستكون الطريقة لإعادة إحياء الإرث الثقافي للبلدة. وجد الإخوة مبنى في وسط البلدة وفتحوا مقهى ثقافيًا جديدًا قرّروا تسميته "داون تاون كافيه".  

DowntownCafe2

إقناع مجتمع تقليدي

في الأيام الأولى لمشروع "قهوتنا" وهو الاسم الذي يُعرَف به المشروع الأوسع، لم يكن من السهل جذب اهتمام الشباب، وفقًا لمنصور. فهم أرادوا فقط مقهى يرتادونه ليشربوا الشاي أو القهوة وليدردشوا، ولم يكن يهمّهم فعليًا أي أمر آخر. أطلق الإخوة برنامج المقهى الثقافي عبر عرض أفلام وثائقية قصيرة لصانعي أفلام محليين.

ويقول منصور "كنّا نعلم أنه علينا إبقاء الأفلام قصيرة وأنها يجب أن تتناول مواضيع تهم الشباب. فهذه هي الطريقة الوحيدة لإقناعهم بالبقاء ومشاهدة الأفلام والمشاركة في النقاشات بعد العرض مع المخرجين."

كذلك، اضطر منصور وإخوته إلى العمل بجهد لإقناع هذا المجتمع المحافظ تقليديًا بالسماح للشابات بزيارة المقهى. عام 2013، لم يكن هناك من مقاهي مختلطة في قفصة ويتذكّر منصور أنه زار الكثير من العائلات في البلدة في البداية لكي يشرح مفهوم المقهى الثقافي لأهالي الطلاب.

هذا وحرص الإخوة على أن تكون ساعات عمل المقهى متناسبة مع جمهورهم الشاب، حيث أنّ الكثير منه من القاصرين. وزيّنوا المقهى بألوان قوية لجعله أكثر جاذبية للشباب وإعطائه طابع عائلي. كما أنهم بذلوا كل ما بوسعهم للتأكّد من أنّ المقهى يشكّل مساحة آمنة للشابات بعيدًا عن التحرّش الشائع في شوارع المدينة.

DowntownCafe3

مركز ثقافي ينبض بالحياة

بعد ثماني سنوات، تمكّن مقهى داون تاون كافيه من تخطّي حملة من الشائعات وانتقادًا من الأفراد المحافظين في مجتمع قفصة، وذلك جزئيًا بفضل ولاء مجموعة من المتطوّعين الذين أصبحوا العمود الفقري للمشروع.

عمل الناشطون السياسيون والصحافيون والمصوّرون والمصمّمون إلى جانب الإخوة لتحويل داون تاون كافيه إلى بؤرة ثقافية وإلى مكان يشعر فيه الشباب بالارتياح لمناقشة قضايا الساعة، من الأمراض المنقولة جنسيًا إلى آخر القرارات الدستورية للرئيس. وشجّع الفريق أيضًا الشباب على المشاركة في تشكيل العالم من حولهم.

فضلًا عن ذلك، يستضيف المقهى فعاليات شعرية وقد اشتهر بشكل خاص بجلسات الموسيقى الحية ومقاطع الفيديو الموسيقية. وأطلق مؤخرًا صحيفة شهرية تحتوي على مقالات كتبها الطلاب والصحفيون الشباب المحليون.

يفتخر منصور بما حقّقه مع فريقه حتى الآن. "يمكنكم أن تشعروا حقًا بتغيير عند الشباب. قبل "قهوتنا"، لم يكن لديهم سبب للانخراط في مجتمعهم، ولكن تكن تجري نقاشات حول القضايا التي تهمّهم. أما الآن، فنرى المزيد من الشباب ينخرطون في المجتمع المدني، خاصة الفتيات الشابات. فهم يشعرون بحرية أكبر في مقاومة ضغوطات مجتمعنا الأبوي التقليدي."

DowntownCafe4

شباب يحقّقون إمكاناتهم

يلحظ منصور أنّ عددًا من الشباب في قفصة انطلقوا في مسيرة فنية أو صحفية ناجحة، بفضل انخراطهم في المبادرة، الأمر الذي أحدث تغييرًا في المجتمع. "مجرد انتماء إلى مجتمع المقهى هذا يمنح الشباب ثقة جديدة ويعلّمهم المهارات التي يمكنهم استخدامها في بقية حياتهم."

ويقرّ منصور أنّ التمويل من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية أتى في وقت حيوي بالنسبة للمقهى، مع بدء تطبيق تدابير الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19 وفي الوقت الذي وصلت فيه أموال الفريق إلى أدنى مستوياتها. وتغطّي المنحة المقدّمة من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية التكاليف الأساسية وشراء المعدّات اللازمة لتحويل المساحة إلى المركز الثقافي الذي هو عليه اليوم.

DowntownCafe5

أفاق مستقبلية لداون تاون كافيه

الآن وقد فتحت تونس مجدّدًا بعد الإغلاق الذي فرضته الجائحة، يخطّط منصور وأخوه وفريقه من المتطوّعين المتحمّسين لمزيد من الأنشطة المدرّة للدخل بما في ذلك جمع التبرّعات المجتمعية ومبيعات صحفيتهم الشهرية.

تتمثل إحدى الأولويات في الحصول على إقرار ملائم لداون تاون كمقهى ثقافي، وهذا أمر مستحيل حاليًا في تونس بسبب قانون يجعل هذه التسمية مقتصرة على أفراد من مهن ثقافية محدّدة. في هذه الأثناء، يواصل الفريق تطوير المقهى باعتباره مساحة ثقافية ومكان آمن حيث باستطاعة جميع الشباب، خاصة الفتيات، الشعور بالارتياح والاندفاع للمساهمة بشكل إيجابي في حياة مدينتهم.

 

 

ابقوا على تواصلٍ دائمٍ معنا

اشتركوا لتصلكم آخر الأخبار والقصص والفعاليات إلى بريدكم الإلكتروني