تقرير فعالية- الأسبوع الدولي للديمقراطية 2020| أثر فيروس كورونا المستجد على الإعلام: نشأة وباء المعلومات؟
هذا العام، احتفل كل من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية، والمعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية، والشبكة الأوروبية للمؤسسات السياسية ومؤسسة كارنيغي للسلام الدولي باليوم الدولي للديمقراطية على الإنترنت. وتضمّنت الصيغة الجديدة التي حملت عنوان "الأسبوع الدولي للديمقراطية" سلسلة من الفعاليات الرفيعة المستوى المنظَّمة بالتعاون مع البرلمان الأوروبي بين الرابع عشر والسابع عشر من أيلول/ سبتمبر. ركّزت المنظمات الشريكة على ما يمكن فعله لتقوية الديمقراطية وتعزيز الابتكار الديمقراطية. وكان من ضمن سلسلة الفعاليات إطلاق لتقرير "الديمقراطية العالمية وفيروس كورونا المستجد: الارتقاء بالدعم الدولي" الذي يقيّم أثر الجائحة على الديمقراطية حول العالم.

اجتمع متحدثون من كافة أنحاء العالم ليتشاركوا قصصهم حول تجاربهم الحافلة بالصعوبات أثناء محاربتهم انتشار المعلومات المضلّلة، وفضح المعلومات المزيّفة وتعزيز مراجعة الحقائق. في السنوات الأخيرة، أصبحت المعلومات المضلّلة والمغلوطة وقائع مأساوية في عالمنا المتقدّم تكنولوجيًا الذي يزداد ارتباطًا. خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، وصلت المعلومات الخاطئة إلى مستويات جديدة حيث برز كم هائل من المعلومات الخاطئة والوقائع المشوّهة ونظريات المؤامرة حول الفيروس.
يسّر عضو البرلمان الأوروبي برنارد غيتا النقاش، حيث اعتبر أنّ المعلومات المزيّفة أمر عالمي، فهي يمكن أن تبدأ في الولايات المتحدة وتنتشر عبر أوروبا وتصل إلى شمال أفريقيا. الناس اليوم يشكّكون في آراء الأطباء مع تسييس الدواء أيضًا. اجتمع الناس ضد اللقاح وحول حصيلة وفيات فيروس كورونا المستجد. وسأل غيتا المتحدّثين إذا كان كم الممكن محاربة المعلومات المزيّفة خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي وكيف أثّرت الجائحة على قطاع الإعلام.
أولًا اعتبرت ناتاليا أنتيلافا، الشريكة المؤسسة ورئيسة تحرير الوسيلة الإعلامية الناشئة "كودا ستوري" (Coda Story)، أنه من الممكن محاربة المعلومات المزيّفة. ما يصعب محاربته هو الرواية المعتمدة لإخبار المعلومات المزيّفة. فرواية روسيا التي تصف فيها الغرب بأنه "ضعيف وغير قادر على معالجة الأزمة" هي تحويل واضح للأزمة إلى وسيلة. إنّ روسيا، إلى جانب إيران والصين، مشاركة في سرد الروايات لتقويض الثقة العامة في البلدان الديمقراطية.
تكتب أنتيلافا وفريقها مقالات باللغات الجورجية والروسية (والإنكليزية؟) فينقلون القصص عالميًا ويشرحون لمواطنيهم كيف تتناسب هذه القصص مع السياق المحلي. من المهم نشر المقالات باللغة المحلية من أجل الوصول إلى الجمهور المحلي وإشراكه في القضايا العالمية.
أما سامي بن غربية، الشريك المؤسس للمدوّنة الجماعية التونسية "نواة"، فقد سلّط الضوء على كيفية تضليل الناس عبر المعلومات المزيّفة. يوجد هيمنة لمنصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك حيث أنّ الناس الأقل علمًا يحاولون إيجاد الحقيقة على هذه المنصات ويتعرّضون للتلاعب بسهولة. أعرب بن غربية عن تفاؤله بالصحافة وتشاؤمه من الجمهور. وهو يؤمن بمستقبل الصحافة المعارضة والبنّاءة ويعتبر أنّ رسالته هي إعطاء الصوت لمن لا صوت لهم وإيجاد الحقيقة. فبإمكان الإعلام المحلي الوصول إلى السلطات الوطنية وإصلاح النظام القانوني بفضل جهود المبلّغين عن مخالفات.
من جهته، شرح بيتر بوميرانتسيف، كبير الزملاء الزائرين في كلية لندن للاقتصاد، والمنتج، ومؤلف كتاب "لا شيء حقيقي وكل شيء ممكن"، كيف تستخدم الأنظمة السلطوية حرية التعبير ضد المجتمع المدني وتعمل على التفريق بين الناس. وهي لا تلجأ إلى الرقابة بل تستغل الفئات العاطفية والهوية الثقافية.
انكسر أمر ما بين حرية التعبير وتعددية وسائل الإعلام والنفس الحرة. ما من إعلان في قانون حقوق الإنسان يتناول المعلومات المضلّلة ومن الصعب إيجاد حجّة ضدها. التعدّدية منقسمة الآن إلى الرعاية والاستقطاب. وشدّد بوميرانتسيف على مدى خطورة فكرة "النفس الحرة"، إذ أنه يمكن لأي كان أن يعبّر عن أفكاره على وسائل التواصل الاجتماعي إلا أنّ بياناته تُنقَل إلى أصحاب المصالح السياسيين الذين سيسعون إلى خلق البروبغندا.
مع ذلك، ما زال يؤمن بتعددية وسائل الإعلام لكن لا بد من تنظيم المعلومات المضلّلة استنادًا إلى احترام حقوق الإنسان. فعلى الاتحاد الأوروبي برأيه وضع تشريع واضح حول الفضاء السيبراني.